شهد يوم الثلاثاء الموافق 10 يونيو 2025، حدثًا كرويًا بارزًا على أرض ملعب "سيتي جراوند" في نوتنغهام بإنجلترا، حيث حقق
منتخب السنغال فوزًا حاسمًا بنتيجة 3-1 على منتخب إنجلترا. لم تكن هذه النتيجة مجرد فوز في مباراة ودية عادية، بل شكلت لحظة تاريخية في كرة القدم الدولية، إذ كانت المرة الأولى التي يتمكن فيها منتخب أفريقي من تحقيق الفوز على إنجلترا في 22 محاولة سابقة. كما مثلت هذه الهزيمة الخسارة الأولى لمنتخب إنجلترا تحت قيادة المدرب توماس توخيل.
تكمن الأهمية الكبرى لهذه المباراة في سياقها التاريخي الأوسع. فقبل هذه المواجهة، كان سجل إنجلترا ضد المنتخبات الأفريقية خاليًا من الهزائم، محققًا 15 فوزًا و6 تعادلات في 21 مباراة. هذا السجل اللافت يبرز حجم الإنجاز السنغالي، الذي لم يكسر سلسلة طويلة من عدم الهزيمة فحسب، بل أثبت قدرة السنغال على تحدي وهزيمة عمالقة كرة القدم التقليديين. لا يُنظر إلى هذا الانتصار على أنه مجرد حادثة منعزلة، بل هو مؤشر قوي على الاتجاه التصاعدي المستمر لكرة القدم الأفريقية على الساحة العالمية. يأتي هذا الفوز استكمالًا لإنجازات سابقة لمنتخبات أفريقية، مثل فوز الكاميرون الشهير على الأرجنتين في كأس العالم 1990، واقتراب غانا من نصف نهائي كأس العالم 2010، والأداء المبهر للمغرب في كأس العالم 2022. هذا التطور يشير إلى تحول محتمل في المشهد الكروي العالمي، حيث تؤكد الدول الأفريقية بشكل متزايد قدراتها التنافسية.
قيمت المباراة يوم الثلاثاء، 10 يونيو 2025، على ملعب سيتي جراوند، معقل نادي نوتنغهام فورست، في نوتنغهام بإنجلترا. من الضروري التأكيد على أن هذه المباراة كانت "ودية دولية" ، على الرغم من أن استفسار المستخدم أشار إلى "الدوري". تؤكد المواد البحثية الموثوقة باستمرار طبيعة المباراة الودية، ولا تتضمن قوائم المباريات الشاملة بتاريخ 10 يونيو 2025 من مصادر إحصائيات كرة القدم المعروفة هذه المباراة ضمن أي مسابقة دوري.
انتهت المباراة بنتيجة 3-1 لصالح السنغال. وكانت نتيجة الشوط الأول قد انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
تقدمت إنجلترا بالهدف الأول عن طريق قائدها هاري كين في الدقيقة السابعة من المباراة. جاء هذا الهدف، الذي يُعد الهدف رقم 73 لهاري كين مع إنجلترا، نتيجة لخطأ كبير من حارس مرمى السنغال إدوارد ميندي، الذي لم يتمكن من التصدي لتسديدة أنتوني جوردون بشكل صحيح، لترتد الكرة إلى كين الذي أسكنها الشباك بسهولة.
على الرغم من أن هاري كين واصل تألقه التهديفي تحت قيادة توماس توخيل، مسجلًا في جميع المباريات الأربع التي قادها المدرب الألماني ، فإن طبيعة الهدف الإنجليزي الوحيد، الذي جاء من خطأ حارس المرمى بدلاً من بناء هجومي متقن، تشير إلى مشكلة محتملة في الفعالية الهجومية لإنجلترا. يكتسب هذا الأمر أهمية خاصة بالنظر إلى انتقادات توخيل السابقة لموقف الفريق ، وتصريحات كين نفسه حول فقدان إنجلترا "لطبيعتها العدوانية". على الرغم من استحواذ إنجلترا على الكرة لفترات أطول طوال المباراة ، فإن اعتمادهم على خطأ الخصم في هدفهم الوحيد يلمح إلى صعوبات أوسع في خلق الفرص الهجومية.
أهداف السنغال
الهدف الأول (التعادل): سجله إسماعيلا سار في الدقيقة 40، ليعادل النتيجة 1-1. جاء الهدف بعد أن طارد نيكولاس جاكسون تمريرة طويلة وأعادها إلى سار المندفع، الذي تفوق على كايل ووكر قبل أن يسدد الكرة بهدوء في الشباك. ويُذكر أن سار سجل الكرة في مرمى جوردان هندرسون حارس إنجلترا. كان هذا الهدف هو الأول الذي تستقبله شباك إنجلترا تحت قيادة توماس توخيل.
الهدف الثاني (التقدم): سجله حبيب ديالو في الدقيقة 62، ليمنح السنغال التقدم بنتيجة 2-1. جاء هذا الهدف من كرة طويلة أخرى إلى ديالو، الذي بدا وكأنه يحاول تمرير الكرة، لكنها انحرفت في النهاية عن ساق حارس مرمى إنجلترا دين هندرسون ودخلت المرمى. وصفت روايات أخرى الهدف بأنه جاء "من زاوية ضيقة" أو "اخترق بين ساقي دين هندرسون". من المهم الإشارة إلى أن هذا الهدف لم يكن هدفًا عكسيًا سجله هندرسون، بل كان تسديدة وجدت طريقها إلى الشباك عبر انحراف أو مرور بين ساقيه.
الهدف الثالث (تأكيد الفوز): سجله شيخ سابالي في الوقت المحتسب بدل الضائع، وتحديدًا في الدقيقة 90+3، لتصبح النتيجة 3-1. على الرغم من أن أحد المصادر أشار إليه باسم يوسف سابالي ، فإن اسم "شيخ سابالي" هو الأكثر استخدامًا في المصادر الأخرى. جاء هذا الهدف من إنهاء سريري لهجمة مرتدة سريعة وفعالة، بدأها وقادها لامين كامارا.
توضح الأهداف الثلاثة للسنغال مجتمعة فعاليتها التكتيكية وقدرتها على الإنهاء السريري، خاصة قدرتها على استغلال نقاط الضعف الدفاعية لإنجلترا والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم. أبرز الهدف الأول سرعتهم ومباشرتهم ضد خط دفاع إنجلترا. هدف ديالو، على الرغم من انحرافه، أشار إلى لحظات من عدم التنظيم أو هفوة من حارس المرمى الإنجليزي. أما الهدف الأخير، وهو هجمة مرتدة سريعة، فقد أكد انضباط السنغال وانتهازيتها في استغلال يأس إنجلترا المتأخر أثناء دفعهم للتعادل. يشير هذا النمط من التسجيل إلى فريق سنغالي جيد التدريب وقادر على التكيف، ويتناقض بشكل حاد مع الصعوبات الدفاعية لإنجلترا وعدم قدرتها على احتواء التحولات السريعة.
الهدف الملغى (هدف خاص)
شهدت الدقيقة 84 لحظة محورية عندما بدا أن جود بيلينجهام قد عادل النتيجة لإنجلترا بهدف من ركلة ركنية. ومع ذلك، تم إلغاء الهدف بشكل مثير للجدل بعد مراجعة تقنية الفيديو (VAR)، بسبب لمسة يد سابقة من ليفي كولويل أثناء بناء الهجمة. وُصف هذا القرار بأنه "حطم" آمال إنجلترا في العودة.
كان الهدف الملغى نقطة تحول حاسمة أثرت بشكل عميق على زخم المباراة ومعنويات إنجلترا. فإلغاء هدف التعادل المحتمل لإنجلترا في وقت متأخر من المباراة "حطم" آمالهم ، ومهد الطريق لهدف السنغال الثالث الحاسم. يؤكد هذا الحادث الدور الكبير والمثير للجدل في كثير من الأحيان لتقنية الفيديو (VAR) في كرة القدم الحديثة، حيث يظهر كيف يمكن للفروق الدقيقة والتفسيرات المحددة للقواعد أن تغير بشكل كبير مسار ونتيجة المباراة، خاصة عندما يتبعها رد فعل سريع من الخصم.
4. طاقم التحكيم
كانت الحكم الرئيسي للمباراة هي ستيفاني فرابارت من فرنسا. كان تعيينها ذا أهمية خاصة، حيث كانت هذه هي المرة الثانية التي تدير فيها مباراة لمنتخب إنجلترا الأول للرجال. وقد صنعت التاريخ في عام 2023 عندما أصبحت أول امرأة تدير مباراة لمنتخب إنجلترا الأول للرجال، وكانت تلك المباراة ودية ضد أستراليا على ملعب ويمبلي.
كان طاقم التحكيم بأكمله فرنسيًا، وضم الحكام المساعدين أوريليان درويه وكاميل سوريانو، والحكم الرابع عبد اللطيف خراجي، وحكم الفيديو المساعد (VAR) ماتيو فيرنيس، ومساعد حكم الفيديو المساعد (AVAR) بينوا ميلوت.
يحمل اختيار ستيفاني فرابارت، وهي حكم رائدة، لمثل هذه المباراة الودية الدولية رفيعة المستوى ضد إنجلترا، وزنًا رمزيًا كبيرًا. يؤكد هذا التعيين على الاتجاه العالمي المستمر نحو زيادة الشمولية والمساواة بين الجنسين في تحكيم مباريات كرة القدم للرجال على أعلى مستوى. إن خبرتها الواسعة في مسابقات الرجال الكبرى، بما في ذلك الدوري الفرنسي الأول (Ligue 1)، ودوري أبطال أوروبا (UEFA Champions League)، وكأس السوبر الأوروبي (UEFA Super Cup) ، تعزز سمعتها وتسلط الضوء على التزام الاتحادات الكروية بتعيين الحكام بناءً على الجدارة فقط، بغض النظر عن الجنس. يضيف وجودها في الملعب لمثل هذه المباراة التاريخية طبقة من التقدم الرياضي الحديث للحدث.
يكشف التحليل الإحصائي عن تباين تكتيكي حاسم أثر بشكل مباشر على نتيجة المباراة. على الرغم من سيطرة إنجلترا الواضحة على الاستحواذ على الكرة (59%)، أثبتت السنغال أنها أكثر فعالية وحسمًا في مساعيها الهجومية. يتضح ذلك في عدد تسديداتها الإجمالي الأعلى (11 مقابل 7) والأهم من ذلك، الفرق اللافت في التسديدات على المرمى (9 مقابل 4). يشير هذا إلى أن النهج التكتيكي للسنغال، الذي يركز على التحولات السريعة والهجمات المباشرة، كان ناجحًا للغاية في تجاوز سيطرة إنجلترا على خط الوسط وتوليد فرص تسجيل ذات جودة.
علاوة على ذلك، تسلط أرقام الأهداف المتوقعة (xG) الضوء على الفعالية السريرية للسنغال: فقد سجلوا 3 أهداف من xG بلغ 0.87 فقط، مما يشير إلى كفاءة استثنائية. على العكس من ذلك، فإن xG الأعلى لإنجلترا (0.96) مقابل هدف واحد فقط يؤكد عدم كفاءتها في تحويل الفرص ونقص الفعالية أمام المرمى. هذا التناقض الصارخ في الفعالية الهجومية، بدلاً من مجرد الاحتفاظ بالكرة، كان العامل الحاسم في فوز السنغال التاريخي. وهذا يعني أن استراتيجية السنغال العملية والانتهازية كانت متفوقة على نهج إنجلترا القائم على الاستحواذ في هذا اليوم بالذات.