فلامينغو ضد الترجي التونسي في كأس العالم للأندية 2025 بنسختها الجديدة

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو حدث كروي استثنائي يستعد لإعادة تعريف المنافسة على مستوى الأندية العالمية. كأس العالم للأندية 2025، بنسختها الموسعة الجديدة، ليست مجرد بطولة عادية؛ إنها تحول تاريخي يجمع 32 من أفضل الأندية في العالم في مهرجان كروي يمتد لشهر كامل، واعدًا بإثارة غير مسبوقة.   تستضيف الولايات المتحدة الأمريكية هذه النسخة الافتتاحية من 14 يونيو إلى 13 يوليو 2025، عبر 11 مدينة مختلفة، وهي توصف بأنها "مشهد دولي متكامل" و"بروفة عالية المخاطر لكأس العالم 2026". هذا التغيير الطموح في الهيكل، الذي يحاكي كأس العالم للمنتخبات، يهدف إلى الارتقاء بكرة القدم على مستوى الأندية إلى آفاق جديدة على الساحة العالمية. إن نجاح هذه البطولة، أو أي تحديات تواجهها، سيوفر معلومات حاسمة لتخطيط وتنفيذ حدث 2026 الأكبر. وهذا يرفع من مستوى التحدي إلى ما هو أبعد من مجرد المجد للنادي، حيث تساهم كل مباراة، بما في ذلك مواجهة فلامينغو والترجي، في سرد أوسع حول جدوى وجاذبية هذا الشكل الموسع على نطاق عالمي.   من بين المباريات المبكرة التي من المتوقع أن تجذب الانتباه، تأتي مواجهة المجموعة الرابعة بين العملاق البرازيلي فلامينغو والبطل التونسي الترجي الرياضي التونسي. وعلى الرغم من أن الاستفسار الأصلي قد أشار إلى المباراة على أنها "اليوم"، إلا أن هذا اللقاء المرتقب مقرر فعليًا يوم الثلاثاء، 17 يونيو 2025، على ملعب لينكون فاينانشال فيلادلفيا. تعد هذه المباراة بمعركة مثيرة حيث يسعى كلا الفريقين لبداية قوية في هذه البطولة التاريخية.   فلامينغو: عمالقة البرازيل مستعدون للانطلاق حجز فلامينغو مكانه الثمين في كأس العالم للأندية 2025 بفوزه بكأس ليبرتادوريس 2022 المرموقة، وهي أرقى مسابقة للأندية في أمريكا الجنوبية. هذه هي مشاركتهم الثالثة في كأس العالم للأندية، بعد أن وصلوا إلى النهائي في 2019 (حيث خسروا بصعوبة أمام ليفربول) ونصف النهائي في نسخة 2022 (التي لعبت في فبراير 2023، وخسروا أمام الهلال). تاريخهم الغني يتضمن أيضًا فوزًا شهيرًا بكأس الإنتركونتيننتال عام 1981.   يدخل فلامينغو البطولة بقيادة المدرب فيليبي لويس ، وهو في قمة مستواه محليًا. يتصدرون حاليًا الدوري البرازيلي بعد 11 مباراة، بسجل مثير للإعجاب يضم سبعة انتصارات وثلاثة تعادلات وهزيمة واحدة فقط. أداؤهم الأخير قوي بشكل خاص، بخمسة انتصارات وتعادل واحد في آخر ست مباريات، أبرزها فوز ساحق 5-0 على فورتاليزا قبل أسابيع قليلة من البطولة. كما أن صلابة فلامينغو الدفاعية جديرة بالملاحظة، حيث حافظوا على ثماني شباك نظيفة في 11 مباراة بالدوري ولم يستقبلوا سوى هدفين في آخر ست مباريات. إن تأهل فلامينغو المباشر كبطل لكأس ليبرتادوريس 2022 ، بالإضافة إلى إدراجهم في "الوعاء الأول" للتصنيف ، يضعهم كقوة لا يستهان بها. هذا المزيج من النجاح الأخير في البطولات القارية، والتصنيف المرتفع، والشكل الحالي المذهل، يولد توقعات هائلة.   يزخر فريق فلامينغو بالمواهب، مما يجعلهم "مرشحين واضحين" لهذه المواجهة الافتتاحية. الأوروغوياني الدولي جورجيان دي أراسكايتا هو بلا شك صانع الألعاب الرئيسي، حيث ساهم بالفعل بـ 13 هدفًا وتمريرة حاسمة في تسع مباريات بالدوري هذا الموسم. يقود خط الهجوم بيدرو بأربعة أهداف وتمريرتين حاسمتين في ثماني مباريات، مما يدل على تهديده المستمر. تم تعزيز الفريق بوصول لاعب الوسط المخضرم جورجينيو من أرسنال في صفقة انتقال حر، والذي من المتوقع أن يلعب دورًا مهمًا في حملتهم. يوفر المدافعون المخضرمون مثل أليكس ساندرو ودانيلو (كلاهما لاعبان سابقان في يوفنتوس وعضوان في تشكيلة البرازيل الأخيرة) خبرة وجودة هائلة في الخط الخلفي إلى جانب ليو أورتيز. من المتوقع أن يعتمد فيليبي لويس على تشكيلة 4-3-3 أو 4-2-3-1، مع التركيز على براعتهم الهجومية وقاعدتهم الدفاعية القوية.   الترجي التونسي: فخر أفريقيا على المسرح العالمي حصل الترجي الرياضي التونسي على مكانه في كأس العالم للأندية بفضل أدائهم القوي في تصنيف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأربع سنوات، مما يدل على حضورهم القاري المستمر. ستكون هذه مشاركتهم الرابعة في البطولة، لكنهم واجهوا تاريخيًا صعوبة في التقدم، حيث لم يتجاوزوا ربع النهائي في محاولاتهم الثلاث السابقة (2011، 2018، 2019). أفضل إنجاز لهم حتى الآن هو المركز الخامس.   على الرغم مما وُصف بأنه "حملة فوضوية" تميزت بتعاقب أربعة مدربين مختلفين على مدار الموسم ، إلا أن الترجي تحدى التوقعات وحقق نجاحًا محليًا هائلاً في موسم 2024-25. أكملوا ثلاثية تاريخية، حيث فازوا بكأس السوبر التونسي، وكأس تونس، ولقب الدوري التونسي للمحترفين للمرة 34 في رقم قياسي. أشرف المدرب الحالي ماهر الكنزاري، في ولايته الثالثة مع النادي، على تحول ملحوظ منذ تعيينه في مارس، محققًا تسعة انتصارات في آخر 11 مباراة. إن حقيقة أن الترجي حقق ثلاثية محلية على الرغم من التغييرات الإدارية المتعددة تشير إلى قوة كامنة عميقة داخل النادي. هذا التناقض يشير إلى فريق يتمتع بمرونة عالية، أو ثقافة نادي قوية، أو ربما ميزة جودة كبيرة في دوريهم المحلي سمحت لهم بالتغلب على تغييرات المدربين.   سيعتمد الترجي على مزيج من الخبرة والبراعة الهجومية لترك بصمتهم. الجزائري الدولي يوسف بلايلي هو بلا شك تهديدهم الهجومي الرئيسي، حيث سجل 18 هدفًا وقدم 16 تمريرة حاسمة في 34 مباراة فقط منذ انضمامه الصيف الماضي. كما يوفر الجناح البرازيلي يان ساس إلهامًا إبداعيًا حاسمًا وقدم موسمًا غزيرًا من الأهداف. عودة القائد وقلب الدفاع ياسين مرياح من إصابة طويلة في الركبة تمثل دفعة كبيرة لدفاعهم، على الرغم من أن لياقته البدنية للمباراة الافتتاحية لا تزال غير مؤكدة. غالبًا ما يستخدم المدرب ماهر الكنزاري تشكيلة 4-3-3 أو 3-4-3، مع التركيز على "اللعب الذكي بالكرة" و"الدفاع القوي". ومع ذلك، فإن استحواذهم المنخفض على الكرة (20%) في مباراة سابقة في دوري أبطال أفريقيا ضد ماميلودي صن داونز يشير إلى أنهم مرنون تكتيكيًا ومستعدون لتبني نهج دفاعي أكثر، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والدقيقة من لاعبين مثل بلايلي وساس.   مواجهة المجموعة الرابعة: ما الذي يمكن توقعه؟ تقدم هذه المباراة صراعًا تكتيكيًا مثيرًا. فلامينغو، بأسلوبهم "البرازيلي" وهجومهم الغزير، سيسعون على الأرجح للسيطرة على الاستحواذ وتفكيك دفاع الترجي بلا هوادة. الترجي، تحت قيادة الكنزاري، معروف بـ"قدرته التكتيكية" و"دفاعه القوي". تشير مباراتهم السابقة ذات الاستحواذ المنخفض ضد ماميلودي صن داونز إلى أنهم مرتاحون باللعب المتراجع، وامتصاص الضغط، والبحث عن الهجمات المرتدة السريعة والدقيقة من لاعبين مثل بلايلي وساس. ستكون لياقة القائد ياسين مرياح عاملًا رئيسيًا في صلابتهم الدفاعية وقدرتهم على مقاومة هجوم فلامينغو.   لمحة عن المباراة: فلامينغو ضد الترجي التونسي التاريخ: الثلاثاء، 17 يونيو 2025 التوقيت: 9:00 مساءً بالتوقيت الشرقي (ET) / 6:00 مساءً بالتوقيت الهادئ (PT)   المكان: لينكون فاينانشال فيلد، فيلادلفيا، بنسلفانيا   المسابقة: كأس العالم للأندية 2025، المجموعة الرابعة الفرق الأخرى في المجموعة الرابعة: تشيلسي الإنجليزي، لوس أنجلوس إف سي الأمريكي   بينما سيهدف الترجي بلا شك إلى أن يكون فريقًا "منظمًا بدنيًا وقادرًا على إحباط خصومه" ، فإن الإجماع بين المحللين هو أن "العمالقة البرازيليين" من فلامينغو سيثبتون في النهاية أنهم "أقوى بكثير". من المتوقع على نطاق واسع فوز مريح لفلامينغو، مع نتيجة محتملة 2-0. ومع ذلك، فإن النجاح المحلي الأخير للترجي ومرونته التي أظهروها يعني أنهم "ليسوا خصمًا سهلًا" وسيكافحون بشدة لترك بصمة في مباراتهم الافتتاحية على المسرح العالمي.   تجدر الإشارة إلى أن هناك مخاوف متزايدة بشأن إرهاق اللاعبين بسبب الجدول الزمني المزدحم لكرة القدم وتوقيت كأس العالم للأندية في فترة يونيو ويوليو. هذا يشير إلى أنه بينما الأداء في المباراة الواحدة أمر حاسم، فإن المتطلبات البدنية الشاملة للبطولة ستختبر عمق التشكيلة واستراتيجيات إدارة اللاعبين. فلامينغو، بفضل تشكيلته الأعمق ولاعبي المنتخب الوطني ، قد يكون مجهزًا بشكل أفضل للتناوب، بينما الترجي، الذي قد يمتلك "تشكيلة أرق" ولم يقم بـ"ترتيبات خاصة" للتحضير لكأس العالم للأندية ، قد يواجه تحديات أكبر مع تقدم البطولة.   خاتمة: أكثر من مجرد مباراة تعد مباراة فلامينغو ضد الترجي التونسي أكثر من مجرد مباراة افتتاحية؛ إنها اختبار حاسم لكلا الفريقين على المسرح الكبير لكأس العالم للأندية بنسختها الجديدة. بالنسبة لفلامينغو، إنها فرصة لتأكيد هيمنتهم، وعرض أسلوبهم البرازيلي، وإثبات مكانتهم القارية ضد المنافسة العالمية. أما بالنسبة للترجي، فهي فرصة لتحدي التوقعات، وإظهار الانضباط التكتيكي والمرونة لكرة القدم الأفريقية، وربما حتى تحقيق مفاجأة ضد خصم مرجح بقوة. بصفتها النسخة الأولى من مهرجان الأندية الموسع الذي تنظمه الفيفا، تعد هذه البطولة بشهر من الإثارة الكروية، وستحدد نغمة مستقبل كرة القدم للأندية، وستكون بمثابة مقدمة حيوية لكأس العالم 2026. ستتجه كل الأنظار إلى فيلادلفيا حيث يبدأ هذان البطلان حملتيهما، متطلعين لكتابة الفصل الأول في هذا العصر الجديد من كرة القدم العالمية للأندية.